مؤخرفي نقاش بدأ في البرلمان في إنجلترا حوالين قانون جديد يمنح الأطباء الحق في مساعدة الأشخاص اللي عايزين ينهوا حياتهم. أنا متفهم ليه بعض الناس عايز ده. أعتقد أن السبب الأهم هو الألم اللي يعاني منه المرضى، خاصةً الأشخاص اللي هيموتوا قريبًا. كنت أعرف ست، زوجة صديقي، كانت بتعاني من ألم شديد وما عرفش الطبيب يخفض عنها الألم. بعد بعض سنوات، قررت أن الحل الوحيد هو الموت، وفي النهاية انتحرت. في ناس بتقول أنه لازم يكون للأطباء الحق في مساعدة الناس في الحالات اللي زي دي. صح، في مواقع إلكترونية دلوقتي مليانة بنصايح للانتحار، بس الأمر دائمًا صعبًا ومستحيلًا بالنسبة للأشخاص الضعفاء.
أنا متفهم كل ده، بس إني مش متفق معاهم في الرأي ومش موافق على القانون الجديد. قريت إن الأطباء مش موافق على القانون ده. أولاً، بيقولوا إنهم مايعرفوش أبدًا ايه نهاية المرض. القانون بيسمح بمساعدة الناس اللي ممكن يموتوا في أقل من ست عشهور بس ممكن المريض يخض بعدها أو يلاقوا علاج جديد. أو ممكن يتم تشخيص المرض بشكل غلط. لو ساعد الأطباء الشخص يموت فما فيش رجوع من الموت.
في مشكلة تانية وهي أن بعض الأشخاص يجبرون كبار السن على طلب المساعدة على الانتحار علشان ياخدوا فلوسهم أو لأنهم مش عايزين يشيلوا مسؤولية رعايتهم. بيقول الأطباء إنهم مايقدروش يفرقوا امتى المريض قرر بنفسه ينهي حياته وامتى حد تاني دفعه أو ضغط عليه باخد القرار ده. قريت عن حالة ست معاقة تطلب منحدرًا لدخول منزلها. الراجل اللي اتكلمت معاه شجعها تطلب المساعدة على الانتحار! نفهم من كل اللي حصل في البلدان اللي منحت الحق ده إنه ماينفعش نساعد الناس وخلاص على الموت.
وكتب تابع المسيح في زمن قديم لما الحكومة قتلوا المسيحين بسبب إيمانهم إنهم لازم يفرحوا بسبب كل المشاكل والاضطهاد! قال لازم تعتبر ربنا بيستخدم كل ده علشان نتغير وننضج، زي ما هو أراد لما خلقنا. هدف الحياة ما يكونش الحياة لطيفة مريحة بس إننا نتغير وننضج ونبقى الأفضل. كده في كل حياتنا لازم نغير نظرتنا للألم ونبشزف إنه هدية.