أبدا أحبت تلك القرية. قرية ميلاد أبوي التي تركها في مرهاقته من أجل الدراسة في العاصمة.
قرية فقيرة الزراعة ة وغنية الغيرة. قرية فقيرة المعرفة وغنية الجشع.
قرية التي قد عدنا إليها كل عطلة الصيف وكل عطلة الميلاد وأغلبية عطل نهاية الأسبوع بدون بديل.
محاطا بهذه البئة لم أستطع التنفس ولم أقادر أكون نفسي.
بدت كل زيارة عقاب. أعني عقوبات مستمرة كلا بلا ختام وبلا حل.
قد مرت سنوات شبابي . أنا صارت رجال وبعدت من أبوي. لم يكن عندي مشاعر ثقيلة تجاهه إلا العطف. حاولت نسى تجربتي المؤلمة مع القرية. نجاحت المضي قدما في حياتي.
ذات يوم توفي والدي, الله يرحمه. وبرزت القرية في حياتي مرة ثانية كما ترجع الأحلام الغريبة من طفولتنا في منتصف ليالي العزلة لدنا.
ورثنا أنا وإخوتي المنزل القديم من القرية. وكان هذا الميراث عبء جديد علينا. لمدة عشرين سنة كنا نحاول بيعه. عشرون سنة علاقة غير مرغوبة كأنها زواجا ذابلا.
أخيرا وجدنا مشتر. أخيرا ممكن أن أروي هذه القصة وأغلق هذا الفصل في كتاب حياتي. وأنام.
شكرا @salsabeil ملاحظات مفيدة جدا
من الجميل رؤية متعلم للغة العربية خصوصا بهذا المستوى الرائع والكتابة الجميلة، اتمنى لك حياة سعيدة بعيدا عن منزل أبيك :) وأشكر @salsabeil على تصحيحه المنشورات العربية في الموقع قليلة جدا، سأحاول تصحيح مزيد من المنشورات في المستقبل..
@essam // شكرا جزيلا.